اقرأ فى موقع المرأة العربية ..
مفهوم الغضب وتأثيره على أجسادنا وعقولنا وسلوكنا

د. هدى حسونة
أولا : مفهوم الغضب : صراع شخصي بعد تزايد الضغوط وهو إستجابة عاطفية طبيعية تظهر لمساعدتنا على التكيف مع التهديد والأذى والعنف والإحباط.
جميعنا نختبر هذا الشعور ولكن بدرجات متفاوتة خلال فترات من حياتنا .
ويجب ان نتعرف جيدا على هذا المفهوم حتى نساعد أنفسنا – لاحقاً – فى الوقاية من الغضب .
فجوهر حياتنا يقابلنا دائما بمثيرات تتطلب إستجابات تسلبنا راحتنا وصحتنا أحياناَ .
من هم الأشخاص الذين يعانون من الغضب ؟
- الذين يعانون من المشاكل الشخصية المتراكمة
- الذين يعانون من مشاكل التواصل مع الآخرين .
- الذين يعانون من الأزمات الصحية أو المادية أو الإقتصادية .
- الذين يعانون من الإكتئاب والفوبيا .
مراحل استجابة الغضب من المثير الى الإستجابة :
- مرحلة التهديد .
- مرحلة الأذى وتتحكم بها البيئة والثقافة والوعي.
تظهر الإستجابة على شكل :
- استجابة سلوكية : هجوم أو ذهول .
- استجابة عاطفية : غضب أو إكتئاب .
- استجابة جسدية : توتر جسدي .
إدارة الغضب وإستبدال الإستجابات المشروطة بسلوك جديد
خطوات إدارة الغضب : وهي إستراتيجية وقائية لمنع تراكم الإحباطات والقلق ومنها :
تدريبات لإدارة الغضب مع الذات
-
تحد إتجاهاتك وغيرها وذلك لإعادة برمجة عقلك لتفكر في الغضب بإيجابية بشرط أن نعبر عنه بحساسية وحسم .
-
حدد حقوقك وعلاقتها بالغضب كالحق في المطالبة بما تريد وإبداء الرأي والتعبير عن المشاعر والإنفعالات تعبيراَ لائقاَ وكذلك الحق في الخصوصية والإستقلالية والشعور بالغضب في حالة الإحباط والخداع والتهديد ولكن مع ضرورة التعبيرعن الغضب تعبيراً أمنا ً.
-
حلل مواقفك أي التفكير في الثمن الذي ستدفعه لعدم التعبير عن غضبك وتأثيره على جسمك وعقلك .
-
إدارة الخوف بحيث تفصل بين الحقيقة والخيال وتحدد طرق التكيف مع النتائج السلبية الواقعية .
-
التخطيط للطوارىء وهي فعالة للسيطرة على المخاوف العقلانية بحيث يقوم الفكر التجهيزي بالنظر الى المخاوف بمنظور جديد واقعي وحساب مدى جدوى المخاطرة.
-
الوعي بأخطائنا بصدق وصراحة حتى لا تتحول الى اللاوعي ونخفف بذلك من الدفاعات النفسية واهمها الإسقاط والإنكار .
-
تعامل مع ركام الغضب المكبوت كالإنزواء والغيرة والجروح لعلاج أضرار الذات الإنفعالية وعدم البقاء مسجونين في خيالتهم الدفاعية .
-
التعبير عن المشاعر تعبيراً مناسباً لتحديد درجة الغضب وعدم إلقاء اللوم على الآخرين والإعتراف بالمسؤولية .
كيفية التعامل مع غضب الآخرين
- التعلم من تجاربنا السابقة والإنتباه الى أعراض وعلامات الغضب فبعد تعلمنا إسترتيجيات إدارة الغضب لا يستطيع احد أن يجعلنا نشعر بما لا نريد فتنصهر إنفعالات الآخرين .
- الحوار الإيجابي مع الذات لفرض فلسفتنا الجديدة على عقولنا ومواجهة مشاعرنا .
- القرارات الجيدة لا تتخذ في حالة الغضب .
- عدم الحكم على الآخرين في حالة الغضب .
- مراجعة لغة الجسد فعند الحديث مع الآخر يجب أن نكون في نفس المستوى مع ملاحظة المسافة الشخصية فكلما صغرت المسافة كلما زاد مستوى التهديد
- ضرورة مغادرة المكان حتى لا يفقد الشخص الآخرالسيطرة على غضبه.
- الإعتراف بمشاعرالآخرين فهذا يساعدنا على نزع فتيل الإنفعال لأن الشخص الآخر لن يتوجب عليه أن يستمر في الصراخ والغضب مع إستخدام لغة حاسمة جادة هادئة بعيدة عن السخرية والإزدراء .
- الإنصات لما يقال أو الإستماع الإنعكاسي كأن تقول فهمت ما تعنيه وأنك غير راضي عن الخدمة مثلاً.
- التعبير عن الإحتياجات بهدوء وتصميم .
إستراتيجيات وقائية للتخفيف من الغضب
بعد الإجابة على الأسئلة التالية :
-هل تدرك مشاعرك وتعترف بنوبات غضبك ؟
– هل تنتبه الى أسلوب حياتك ؟
– هل أنت منظم في أعمالك؟
– هل تحتفظ بعلاقات جيدة مع الآخرين خالية من التوتر ؟
– هل تقوم بجهد لتحسين جودة حياتك الخاصة والإجتماعية ؟
بداية من أهم الإستراتيجيات هي:
- عدم تراكم الشعور بالذنب .
- حسن إحترامك لذاتك .
- التعامل مع الضغوط بفعالية .
- الإيجابية في التفكير والتصرفات .
- إعادة صياغة الحوار لنزع مشاعر الغضب وتغييرالإطار المرجعي لأفكارنا .
- تحسين وتوسيع أفاق التواصل مع الآخرين (الحوار – الإنصات – المجاملات – الشكاوى ولغة الجسد ).
أتمنى عزيزي القارئ لك أيام خالية من الغضب مفعمة بالنجاح والإستقراروالقدرة على إدارة الغضب رغم الظروف وما يعترضنا من مشكلات .
تابعنا على فيسبوك > حبيبة