اقرأ فى موقع المرأة العربية ..
طريق الوصول

هدى مسلمانى ، معالجة نفسية ، لبنان
جميع الناس الطموحة تسعى إلى الوصول إلى أهدافها فى الحياة ، فتضع طاقاتها ، وتسخر قدراتها في سبيل النجاح والحصول على النتائج التي تستحقها .
إلا أن النتائج قد تكون مغايرة، ولا تحصل على مبتغاها كما طمحت وسعت ، وكما تستحق ، وهنا يطرح السؤال التالي : لماذا عجزت عن تحقيق هدفها؟ ولماذا غيرها الذي لا يملك ما تملك من قدرات وطاقات وعمل بنظام قد وصل وحقق حتى أكثر من أهدافها؟
للإجابة على هذه التساؤلات نطرح التحليل التالي:
الوصول إلى الهدف يتم بطريقتين:
أولا: الطريق الطويلة :
وهي طريق العلم والتجارب المعبدة بالقواعد والأسس العلمية والنُظم القانونية، وتنبع ثقتها من تقديرها لذاتها الفكرية….
ثانيا: الطريق القصيرة:
وهي الطريق التي تعتمد على نمط الشخصية وسلوكياتها وعلاقاتها مع الناس أكثر من إعتمادها على العلم وقواعده، وهي شخصية تولي أهمية للشكل الخارجي، وحسن الكلام، والثقافة العامة. وتنبع ثقتها من تقديرها لذاتها الأنوية.
أي الطريقين أسرع وأنسب؟
حسب طبيعة الإنسان، تفضل الطريق التي تُسلك..
الأولى :
يسلكها أصحاب العلم ، والباحثون، والمخترعون، والذين يعيشون بين كتبهم وتجاربهم العلمية ، لتطويرها والوصول الى أفضل نتائج فيها، إعتقادا منهم بأنها ستضعهم بأفضل المراكز العملية حتى ولو بعد عمر من الجهد والتعب العلمي.
ففي العلم والسعي غذاء للروح وإشباع للمعرفة، وتطور فكري.
أما الطريق الثاني :
هو الطريق السريع الذي يصل من خلاله صاحبه الى الهدف بوقت قصير وبنتائج جيدة. فكل طاقته وضعها صاحبها في خدمة الهدف المرجو، واستخدم كامل قدراته لتطوير الجانب الشخصي الذي يوصله لهدفه ومهما اقتضى الامر من علوم وتجارب وتنازلات وتقديمات وتغيير بالسلوكيات.
ويظهر هذا دينامية هذه الأنماط من الشخصية ، ومدى تفاعلها مع الآخرين وتحمل كافة الصعاب وخصوصا بالعلاقات الاجتماعية بغية الهدف ، ويتميز رجل السياسة بهذا النمط من الشخصية، وأصحاب رؤوس الأموال والتجار على الصعيد العالمي، والدولي .
صفات الشخصية المرموقة اجتماعيًا:
فالحصول على المراكز المرموقة إجتماعيا ، تحتاج لشخصية تتمتع بما يلى:
- مواهب كثيرة ، كالتمثيل، عرض الازياء، الاتيكات الاجتماعية.
- الثقافة العامة .
- حب الموضة ومتابعتها.
- واخيرا الجانب الانساني المبالغ به اتجاه الفقراء والمحتاجين ، والدفاع عنهم ومعرفة استغلال طاقاتهم وأفكارهم وعلومهم.
وانطلاقا مما ذكر فإن صاحب الطريق السريع ، يستخدم صاحب الطريق الطويل ، لما يملك من طاقات علمية وأصول وقواعد العمل السليم الذي يطور من الهدف بعد الحصول عليه .
فالسياسي المخضرم، الذي يدرك الوصل الى هدفه عبر شخصيته الجذابة والمنمقة، هؤلاء الشخصية التي يطمح اليها اكثر الناس من العامة الذين فقدوا طموحاتهم بفضل السياسة ، وأوضاع البلاد السيئة وماتت أحلامهم بالعيش بالحصول على حياة كريمة ، وحُرموا من العلم الجيد والعمل الوفير.
نصائح مهمة لمن يبحث عن النجاح :
في النهاية إن كنت صاحب شخصية الطريق الطويلة ستكون راضيا عن نفسك وعن انجازاتك مهما صادفتك الصعاب ، وشعرت بالاحباطات بفضل أصحاب شخصية الطريق القصير، ولن تثنيك العراقيل عن التطور والتقدم العلمي والعملي وستضيف من فكرك على العلوم ما يستفيد منه الاجيال القادمة الشبيهة بشخصيتك .
وأهم ما في الأمر هو التكامل بالشخصيات لخدمة المجتمع..
أنت علمي، هو عملي اجتماعي ، إن تكاملت الأدوار سيكون مجتمع ناجح وهذا أهم مافي النتائج لمن يحب بناء المجتماعات .
دمتم بخير
هدى مسلماني معالجة نفسانية