اقرأ فى موقع المرأة العربية ..
1. مقدمة.
” تحملي من أجل أولادك “
جملة تقال للنساء اللاتى يعشن بالاضطهاد الزوجي من ضرب وإهانات وتصغير لذاتها والخيانة ومنهن يصلن للموت.
والكلمة الوحيدة التي تقال لهن تحملي من أجل أولادك!!!
فهل فعلا بقاؤها يفيد أولادها؟
هل فعلا هي تحميهم ببقائها؟
ماهي تداعيات بقائها مع رجل متوحش؟
هل سيربى الأطفال بجو سليم، وينشأون بأخلاق حسنة، ويكونون عناصر اجتماعية سوية، ويخدمون المجتمع؟
2. أسئلة كثيرة تُطرح حول هذه العلاقة الفاشلة الغير سليمة.
يتماهى الطفل بأحد والديه، إما يقلد والده ليكون شخصاً جديدا يظلم المرأة في منزلها الزوجي. وإما يتماهى بوالدته ليكون شخصا يعيش مشاعر الاضطهاد والذل والمهانة.
وبكلا الحالتين النتيجة ليست سوية ، وبكلا الحالتين تفكك بالأسرة، دمار شخصية الأولاد، وعناصر اجتماعية فاشلة.
3. فماذا ينتج عن هكذا أسرة؟
1- أبناء يتعاطون المخدرات إذا سهلت لهم هذه المادة والأغلب يذهبون نحو التجارة للحصول عليها وللانتقام من الآخرين بسبب الغضب الذي يعتري أنفسهم جراء مشاهد العنف التي عاشوا يرونها بطفولتهم.
2- تأخر دراسي وتأخر فكري ببعض الأحيان مما ينتج عنه مجتمع غير واعي ولا متعلم ولا يتطور المجتمع ، فأهم تفكير لدى هؤلاء الأشخاص هو كيف ينتقمون؟ ممكن عبر إهمال أنفسهم وعدم السعي نحو تعلم مصالح مهنية.
3- بناء أسر فاشلة… سيربي كما تربى، إذا كان التماهي بالأب سيكون أهل ظالمين مثله، وإذا كان التماهي بالأم سيكونون يتكلون بكل شيئ على الزوج.
4- علاقة جنسية فاشلة . إما مازوشية (*) نتقاما من نفسه لما عاشه من مشاعر مضطهدة، وإما سادية (**) انتقاما من الآخرين لأنه تماهى بصورة الظالم.
4. تداعيات ضرب الأم على شخصية الأطفال!
1- الانسحاب الاحتماعي.
2- الجبن.
3- التردد.
4- الخوف.
5- تأخر دراسي.
6- عدوانية.
7- عنف.
8- تنمر.
9- عدم ثقة بالنفس.
10- فشل زوجي لاحقا.
11- سادية او مازوشية.
12- نهم.
13- ثرثرة.
14- ابتزاز عاطفي.
15- شح عاطفي.
16- اهمال الذات.
17- بلادة فكرية.
18- انعدام الطموح.
19- وأخيرا….. مقاومة شديدة وهنا يعيش من يحمل هذه الشخصية قلق كبير ، لتخطي ماعاشه بالطفولة وبناء حياة كريمة ، خالية من التماهي بصورة الظالم والمضطهد.
وهذا الشخص يسعى دائما إلى الهجرة والابتعاد عن الأجواء المشحونة، وينجح في حياته عمليا خلافا للأشخاص الذين ذكرنا أنهم ممكن أن يتأثروا بشكل سلبي كبير بحياة أهلهم، فهذا الطفل المقاوم، يدافع عن أمه، ويتقرب من والده، يحاول التوازن بين الاثنين إلا أنه سيفشل، ومن هنا يكون الدافع ليهرب من بيئته هذه ويشق طريقه وحيدا دون مساعدة او اتكال على الآخر…
5. ماذا تعيش المرأة المعنفة والمضطهدة!
أساسا كل امرأة استطاعت أن تعيش في مثل هذا الجو الموبوء ولم تغيره هي امرأة ضعيفة ومكسورة وليس لديها أهل يحمونها، ويخفظون كرامتها .
وهي تتناهى بصورة أمها المضطدة. لذا وجدت الجمعيات التي تدافع عن المرأة المعنفة، وجدت للمرأة الضعيفة، التي لا تعرف أن وجدها بجو موبوء سيؤثر سلبًا على أطفالها. فلا نقول هناك حل إذا لم تجد أهلها يقفون جنبها ليحموها من زوجها ويحفظون أسرتها من العنف. لا يمكن التنبؤ بحل لهذه المرأة داخل أسرتها إذا لم يكن لديها أخ يهابه زوجها فلا يعنفها.
المرأة التي تملك شخصية مقاومة ستثور لوحدها وتتخذ اجراءت بحق ذاتها تحميها من مثل هكذا رجل، إما تهرب لتشق طريها لوحدها وتترك أولادها او تهرب بهم وتعيش معهم بعين الله .
6. دور أهل المرأة.
وفي كل الحالات الأطفال هم الضحية، وأهل المرأة يتحملون المسؤولية، فمن زوج ابنته عليه أن يحميها من غدر رجل لا يملك ذرة فكر إنساني، من زوج ابنته عليه أن يهتم معرفة حياة الزوج قبل الموافقة. من تزوجت عن حب أو هروب من أهل، وكان زوجها ظالم وليس لديها حام عليها أن تلجأ إلى الجمعيات والقانون ليحميها من الظلم ويحمي أطفالها من دمار محتم .
هدى مسلماني
معالجة نفسية
(*) السادية هي الحصول على اللذة والمتعة بتعذيب الاخرين.
أما السادية-المازوخية هي أحد اضطرابات التفضيل الجنسي، والتي يحدثُ فيها ارتباطٌ بين القدرة على الأداء الجنسي الممتع وبين إحداث أو استقبال الألم من أحد الطرفين.
(**) المازوشية او المازوخية (masochism)
هو أحد أشهر انحرافات السلوك الجنسي ويقصد به التمتع بالألم عند استقباله من الآخر، تكمن إثارته الجنسية في إيلام الطرف الآخر له عند حدوث علاقة جنسية وتختلف حدة هذا الألم من حالة إلى أخرى، ففي بعض الحالات المرضية لا يستمتع الماسوشي إلا بدرجة بالغة من الألم قد تودي به إلى الموت.