اقرأ فى موقع المرأة العربية ..
الفرق بين الحب والخوف من فقدان الشخص .
ما هو الحب ؟
الحب هو ان تحترم وتتقبل وتفرح لأى عمل يقوم به حبيبك، وإذا ما أخطأ، تخف عليه وتنصحه، وتبقى تحميه بجفون عيونك وتدعو له بالخير والهداية .
بين الخوف وحب الذات :
أما الخوف من فقدان الشخص، والذي تعتبره أغلبية الناس حبًا ، هو ليس حب الآخر بل حب الذات !!
الذات التي تعودت على وجود الشخص ، وليس على تقبّله. فهي تعتبره شخصاً يؤمن لها جانباً من الحاجات ، يؤمن لها نجاحاً معيناً وإنجازاً، شخصاً اعتادت على الكلام معه وحتى على خلافاته، شخصاً لا تحب شخصيته وسلوكه ولا تحب الاستماع إليه لكن لا تتصور أنه يختفي من حياتها بفضل العادة …
ولذا نسمع بعض الأولاد يتهمون أمهاتهم بأنهن لا يحببنهم وأيضاً أباءهم، ونسمع شكوى الأزواج ، ونرى الخلافات العنيفة وعدم تقبل الأشخاص لبعضهم ، وعند ساعة الفراق، تثور مشاعر التعلق ويرفض الشخص الابتعاد .
مشاعر طفولية :
هذه المشاعر ليست سوى مشاعر طفولية علائقية غير آمنة ، حيث لم يشبع الطفل عاطفيا من أمه ولم يجد السند في مراهقته ولم يعرف الأمان مع والده ، مشاعر فيها الكثير من قلق الانفصال المرتبط بقلق الانفصال عن الأم في مرحلة الطفولة والذي تحول مع مراحل العمر الى تعلق غير آمن بالاخرين ، او بالاشياء حتى . اذا كم شخص تحب بالحياة؟
الحب الحقيقي :
من خلال ما ذكر نستطيع القول بأن الحب الحقيقي هو تقبل الآخر كما هو والسعي في مساعدته ليتغير نحو الأفضل . ويمكن أن يجد الشخص هذا الحب مع صديق أو زميل . وتؤكد الآية الكريمة على العلاقة بين الناس والمؤمنين تحديداً بذكر : ( إنما المؤمنون أخوة ).
العلاقات فى الإسلام :
فالله تعالى قد جعل العلاقات غير مشروطة ، بل جمّلها بالمودة والرحمة، وخصوصا بين أصعب العلاقات ألا وهي العلاقة بين الزوجين ، حيث ذكر في قوله تعالى: ( وجعل بينكم مودة ورحمة ) ، وهل يوجد علاقة انسانية اجتماعية اصعب من علاقة التوافق بين الزوجين؟
كيف ينشأ الحب ؟
فإذا استطاع الإنسان أن يحمل في طيات روحه وقلبه سلوك المودة والرحمة، فذلك سيتجلى في العلاقات الاجتماعية وستكون مليئة بالحب والتعاطف والمساندة والعطاء.
وكلما توطدت العلاقة بين الأفراد وتوافقت المستويات الفكرية والهوايات والاهتمامات توطد الحب الحقيقي، وأصبح الأشخاص يكملون بعضهم بعضاً عبر ملء نقص الآخر ومساعدته في عجزه عند القيام بأي أمر أو مهمة دون أي شروط والمقدرة المتاحة كالمساعدة على صعيد العمل أو تحسين معين في السلوك وتجميله. أو المساعدة وسد الخلل والفراغ أو النقص في المهمات.
وبذلك نجد هؤلاء الأشخاص يمضون أوقاتًا مثمرةً ولطيفةً، وعندها يخلق التعلق ويكون آمنا أي لا يشعر الفرد بالخوف من فقدان هذا الشخص لأنه يدرك مكانته في قلبه.
الفراق الآمن :
لذا فإذا كان فراقاً ، يكون فراقًا منطقياً ومتقبل الأسباب، يتعاون الأشخاص في إتمام مهمته واسبابه لمصلحة الآخر. فترتقي العلاقة نحو مرتبة أعلى وأسمى ، هي مرتبة أخوة، والأخوة ليست منوطة بجنس معين، فيكون هذا الصديق الحبيب هو ذاك الأخ الذي ينطبق عليه المثل القائل ” رُبّ أخٍ لك لم تلده أمك”.
وانطلاقا مما ذكرته، حول ماهية وكيفية الحب، لا يستغرب أحد ، إذا سمع عن أم هجرت أولادها، أو أب تخلى عنهم ، أو أخوة اختلفوا.
كيفية التربية على الحب :
فالتربية على الحب تحتاج أماً وأباً يحترمان بعضهما البعض، ويتعاطفان مع بعضهما البعض.
أضرار عدم التفاهم بين الزوجين :
وإذا فقد أحد هذين العنصرين:
-
اضطربت العلاقة الزوجية.
-
وبالتالي اضطربت العلاقة مع الأولاد.
-
وأصبحت واجبًا وتربية على العادات والتقاليد والبحث عن الكمال في شخصية الأولاد وسلوكهم.
-
وفقدت التلقائية ميزتها. وفقدت العفوية وجودها.
-
وأصبح كافة أفراد الأسرة ضمن قيود تحكمها الانتقادات.
-
فحينها يظهر عدم الثقة بالنفس، وتتذبذب الأخلاق.
-
ويقل الإبداع.
-
وتظهر مشاكل صعوبات التعلم.
-
وقلة الانتباه والتركيز لدى بعض الأطفال.
-
ويضطرب سلوك بعض المراهقين ويصبحون عرضة للانخراط في عصبة الاصدقاء المنحرفة.
فبالحب تحيا الأمم ، وبالحب تحيا الشخصيات السوية والطبيعية ، التي تستطيع أن تتكيف مع البيئة وتتلقى الصدمات بتفهم وتقبل وقوة وتكون التجارب علماً مفيداً وليست مصيبة تؤدي لأمراض نفسية .
نداء أخير ..
فيا أيها الأهل أحبوا أولادكم ويا أيها الناس أحبوا بعضكم وتعاطفوا مع بعضكم البعض.
المعالجة النفسانية هدى مسلماني