اقرأ فى موقع المرأة العربية ..
متى تثور مشاعر التنافس ؟

د. هدى مسلمانى ، معالجة نفسية ، لبنان
التنافس : يسعى الإنسان إلى التقدم بالعمل ، ولفت الأنظار، والحصول على أعلى المراتب في العمل والحياة. حتى إننا نراه يسعى داخل الحياة الاجتماعية، ليقدم للمجتمع والأصحاب، ما لم يقدمه الآخرون.
وهذا بغية الوصول للمكانة المميزة.
إن هذا الطموح من المفترض أن يتحقق بطريقة سوية لا يشوبها القلق أو التوتر. هذه المشاعر مفترض أن يعيشها الجميع، وخصوصا من لديه الطموحات المرتفعة.
إلا أن الرياح قد تجري بما لا تشتهي السفن، حيث يظهر عند البعض الاضطرابات والمشاعر السلبية كالقلق وعدم الشعور بالأمان والأنانية والطمع، خوفا من فقدان ما يطمح إليه الفرد.
بداية التنافس الغير شريف!…
عند القلق والخوف من طاقات وقدرات الآخرين، الذين يشكلون تهديدا لطموحات المتنافس، يعيش اضطرابات نفسية لا واعية، بغية إزاحة من يهدد طموحاته.
الأمر الذى يجعله يعيش دوافع التحدي والسعي نحو تحقيق الهدف.
فيعمل المتنافس الشريف على العمل الدؤوب والاجتهاد ، والتطور، وخلق أساليب جديدة وأفكار جديدة ، وهذا ما يسمى بالتنافس الشريف .
أما التنافس الغير شريف هو الذي يتم فيه استخدام الأساليب السيئة، التي تدمر الآخر لتبعده من الطريق، وتحرمه من شرف التنافس،
فهذا ما يسمى التنافس الغير شريف .
من هو التنافس الشريف…؟
يتميز الإنسان المبدع، بالابتكار وعدم الاستسلام لأى مشاعر سلبية ممكن أن تسلبه متعة التقدم والتطور.
يعتقد الناس بأن ما يهم المتنافس هو إثبات الوجود ، والحصول على المكسب بالوصول إلى الهدف، جاهلين بأن المتنافس الشريف، إنسان ذو قدرات عظيمة، لا تسمح له إلا بالتطور وليس بالتدمير.
بعكس التنافس الغير شريف ، الذي يسعى المتنافس فيه بشتى الأساليب ، ليعيق عمل زميله الطموح بالعمل ، أو يبعد رفيقه عن الأصحاب ،
ويحاول دائما أن يتبوأ الصدارة بكل ما أوتي من طاقة!
أساليب المتنافس غير الشريف:
ولأن أكثر أساليبه هي أساليب غير شريفة فهى قائمة على :
- الغيرة.
- الفساد.
- الاستهتار بعمل الغير.
- تقديم الطاعة المطلقة للرئيس ونكران الذات.
- إثارة الشائعات المغرضة بحق الآخر.
- ومن ناحية أخرى يمكن أن يستخدم لغة الطيبة والإيثار، والتعاون مع المتنافس للكشف عن طموحاته وأفكاره. فيثق به الأصحاب والزملاء، الذين غرر بهم وانخدعوا فيه.
المتنافس الغدار !
إن مثل هذه النماذج من البشر التي تقدم كامل الثقة للآخرين هي من تسبب الأذى النفسي للناس المخلصة فهذه النماذج تغدر وتهجر عند الوصول إلى مبتغاها ما تترك ألام بالعلاقات لظنها أنها أقرب الأقربين وأطيبهم .
ما هي صفات شخصية المتنافس الشريف ؟
يتميز المتنافس الشريف بعدة صفات إنسانية وشخصية وفكرية:
1- طموح.
2- مبتكر.
3- مبدع.
4- مجدد .
5- متسامح .
6- عنده إصرار وصاحب عزيمة.
7- غير مضطرب.
8- لا يعاني من القلق المرضي أو التوتر النفسي المرتفع..
9- لا يعاني من اضطراب قلق المستقبل.
10- يعمل بهدوء.
11 – يدافع عن عمله بكل احترام.
12- لديه ثقة بنفسه.
13- يقدر طاقاته وقدراته.
14- يعرف امكانياته.
15- المتنافس الشريف يهتم بالوصول إلى المراكز المرموقة بجهده الفكري.
16- وبعمله الشخصي. ولا يهتم بالوصول بالحسد وتدمير الآخرين.
17- ينسحب إذا وصل التنافس حد التدمير ، ليحافظ على قوة أعصابه ، ورباطة جأشه، وكي لا يضيع طاقاته بمشاكل الآخرين النفسية.
ما هي صفات شخصية المتنافس الغير شريف؟
بعد الطموح والذكاء العملي والإصرار للحصول على الهدف، هناك عنصر مهم للوصول هو عنصر العداء للمنافس.
الشئ الذي يشكل خطرًا على طموحات المتنافس الغير شريف الذي يتميز أسلوبه بالعدوانية فيقوم صاحبه به ، بغية تنزيل الأذى على الآخر.
أهداف العدائية في التنافس!!
الهدف من العدائية تجاه المتنافس هو:
– إما الشعور باللذة ويندرج حتى مسمى السادية إذا وصل حتى الأذى الجسدي.
– وإما هو اضطراب نفسي، ليخفف الشخص عن نفسه مشاعر الأسى والظلم التي يعيشها بشكل لا واعي.
– وإما أن يكون إنسانا طموحا جدا، يسعى هو نحو اللكمال بكل أعماله وعلاقاته ، ويعشق المراكز والأضواء ، فلا يسأل سوى عن رغبته الملحة.
هل يخسر المتنافس الشريف أمام المتنافس الغير شريف ؟
أحيانا يعتبر البعض من الناس بأن الخسارات بالمراكز والمال والمكانة هو فشل وضعف وعدم جدارة.
إلا أن التنافس الشريف ، يعتبر بأن الانسحاب من الأجواء المشحونة بالقلق والتوتر، تؤخره من التقدم والتطور، والإبداع.
لهذا فإن قرار الانسحاب أمام التنافس الغير شريف يعتبرها المتنافس الشريف ربحاً يستغله ليجعل منها تجربة ناجحة. يقوي بها ثقته بنفسه، وتقديره لقدرته العلمية والعملية والإنسانية، ويضيف من معرفته بشخصيات المتنافسين الغير شريفين،
فيشعر بالشفقة عليهم بل الغضب منهم، فهم بالنسبة إليه ضعفاء الإنجاز وبخلاء ، أما هو فكريم النفس ومعطاء.
نهاية ..
أيها المتنافس الشريف !!! يا من تملك الطيبة والمحبة فأنت بطيبتك، وبحبك، وبعطائك ، يجعلك متميزا وذا مكانة مرموقة عند كل محترم فَهِّيم.
وستشعر دائما بالسعادة والرضى إذا جعلت عملك قُربةً إلى الله تعالى ، فابقَ كما أنت ولا تُقَصِّر مع نفسك فكريًا ولا علميًا ولا إنسانيًا.
دمتم ..
د. هدى مسلماني
معالجة نفسانية