اقرأ فى موقع المرأة العربية ..

د. هدى مسلمانى ، معالجة نفسية ، لبنان
بتنا نسمع كلمة لا أبالي ( ما خصني) (يسطفلوا) من نساء كثيرة، وكأنهن تحاولن قول تعبت من الاهتمام بالآخرين على حساب نفسى.
أرهقتني المسؤولية حتى بت أكره الاعتناء بهم، لم أعد أهتم لأولادي، اشعر ببيتي عبء، (لا أبالي ) ، ( لا يهمني) .
أفعلا وصل الحال عند بعض النساء إلى ذروة الملل من العطاء؟
ولماذا وصلن إلى هذه المرحلة من اليأس ؟!
هل قدمن حيث لا يجب أن يقدمن؟
هل لعبن دورًا ليس من أدوارهن؟
هل قدمن ولم يكافئن؟
أكان عطاؤهن بَنّاء؟
أهو لحاجة الآخرين إليه أم اتكاليا عليهن؟
أسئلة كثيرة لا تنتهي في دراسة الأسباب الكامنة خلف كلمة ( لا أبالي).
لهذا سنذكر في هذه المقالة عدة أسباب علنّا نستيطع أن نبرر لهن، رحمة منا عليهن، لنفهمهن ونساعدهن نفسيًا ومعنويًا وبحسب قدراتنا.
وانطلاقا من كلمة قدراتنا، يحتم على كل شخص، أن يدرك قدراته ويقدمها بمكانها الصحيح البنّاء.
ومع الأشخاص المحتاجين لهم، دون منيّة أو جميلة. إلا أن معظم الناس تضع قدراتها بحسب المعتقدات السائدة والعادات والتقاليد.
وبذلك يحمّل الإنسان نفسه أكثر مما يستطيع، فيصل لمرحلة الملل والتعب واللامبالاة .
فهو ليس بالمكان الصحيح، وليس مع الأشخاص الصح، إنه بعالم العطاء دون روح وانتظار نتائج حسنة على عمله.
مثال تعيشه أغلب السيدات وربات البيوت حتى وصلن إلى هذه الحالة، فلم تعد تلعب دورها كأم جيدة؟
ولا الزوجة كزوجة سعيدة ؟
فلماذا وصلن لمرحلة ” لا أبالي ” ؟
الأسباب كثير ومنها :
- تقدير الآخر لدورها وعملها فعندما تكون الأم أُمًا بكل معنى الكلمة ويأتي زوجها ، وينهال عليها بالعنف اللفظي ويتهمها بالإهمال والتقصير وأقل كلمة يقولها ماذا تفعلين بالنهار؟ وتمر السنوات وهي تسمع هذه المفردات، فهل ستبقى مندفعة وسعيدة بدورها ؟
- وعندما تكون الزوجة مخلصة وحنونة وطيبة وتهتم به ، ويأتي زوجها ليقول لست كباقي النساء ولا بجمالهن فتهبط معنوياتها من السماء الى الارض !
- كلمات تدمر العطاء يوما بعد يوم ، فتصل بمشاعر المرأة إلى قمة الملل في قيامها بأدوارها . الأدوار التي فرضتها عليها المجتمعات، وبالتالي أصبحت مقتنعة بما تقوم به وبنت عليه توقعات سابقة عن نفسها وقدراتها، وأحيانا ضاعفتها وأحيانا قدراتها أكثر.
تمارس المرأة كل أحلامها كأم وزوجة بوقت قصير ، وتضحي بكل ملذاتها ورغباتها وحتى وجودها من أجل الآخرين بكل حب ونشاط.
وتستنفذ طاقتها كلها بفترة زمنية قصيرة ، فتشعر بالاكتفاء الذاتي ، ويأتي بعدها زوجها وأبو أولادها ليمارس عليها العنف اللفظي، كنوع من أنواع التحفيز السلبي عليها.
لكنه يقصد أن يشعرها بتقصيرها . فتغضب وتقول كفى!
كفى عطاءًا واهتمام بالآخرين ولا أحد يقدر، فأنا لم أعد أبالي . وفعلا تصبح غير مبالية، لتبدأ اتهامات المجتمع عليها والمسميات حولها، وأهم صفة يصفونها بها هي : إنها أنانية.
فهل فعلا هي أنانية؟
وهل على المرأة أن تقدم وهي تشعر بالإحباط والاكتئاب والقهر من شدة التعب والإرهاق وعدم التقدير هي امرأة مضحية او طبيعية ؟
إنه المجتمع عزيزتي ..
الذي فرض عليك العمل الكبير في وقت قصير.
وفرض عليك لعب أدوارِ كثيرةٍ بسبب العادات والتقاليد وحرمك قول : “لا أستطيع” ، ” لا أعلم ” ، ” لا أقدر “..
رسم لك صورة المرأة الفولاذية التي تعرف ممارسة كافة المهام.
فعليك معرفة متى تقولين : ” كفى لم أعد أستطيع ” ، ” كفى احتاج للتغيير “، ” قدموا لي الدعم المعنوي “، ” أثنوا على عطائي لأستمر بسعادة ” ، واقبلوا أي عمل أقوم به بحب. فأنا أحب الجميع وأعيش لخدمة الجميع، وأحافظ على منزلي الجميل .
وأنا أقول لك سيدتي ..
عند أول إرهاق نفسي ، توقفي، وقولي للجميع كفى سأهتم بنفسي لأستطيع الاهتمام بكم وأحبكم أكثر وأكثر .
فإذا أردت أن تعرفي عن كيفية الاهتمام بنفسك تواصلي معي عبر الإيميل .