اقرأ فى موقع المرأة العربية ..
كيف نصبغ الذكاء على عواطفنا والتحضر على شوارعنا ؟

د. هدى حسونة
معالجة نفسية – لبنان
ما هو الذكاء العاطفى ( الذكاء الوجدانى ) ؟
الذكاء العاطفى أو الذكاء الوجداني : هو عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية والوجدانية التي تمكن الشخص من تفهم مشاعر و انفعالات الآخرين.
ومن ثم يكون أكثر قدرة على ترشيد حياته النفسية والاجتماعية انطلاقاً من هذه المهارات .فالشخص الذي يتسم بدرجة عالية من الذكاء الوجداني، يتصف بقدرات ومهارات تمكنه من أن:
-
يتعاطف مع الآخرين خاصة في أوقات ضيقهم .
-
يسهل عليه تكوين الأصدقاء والمحافظة عليهم .
-
يتحكم في الانفعالات والتقلبات الوجدانية.
-
يعبر عن المشاعر والأحاسيس بسهولة.
-
يتفهم المشكلات بين الأشخاص ويحل الخلافات بينهم بيسر.
-
يحترم الآخرين ويقدرهم .
-
يظهر درجة عالية من الود والمودة في تعاملاته مع الناس.
-
يحقق الحب والتقدير من الذين يعرفونه .
-
يتفهم مشاعر الآخرين ودوافعهم ويستطيع أن ينظر للأمور من وجهات نظرهم.
-
يميل للاستقلال في الرأي والحكم وفهم الأمور
-
يتكيف للمواقف الاجتماعية الجديدة بسهولة.
-
يواجه المواقف الصعبة بثقة.
-
يشعر بالراحة في المواقف الحميمية التي تتطلب تبادل المشاعر والمودة.
-
يستطيع أن يتصدى للأخطاء والامتهان الخارجي.


الذكاء العاطفى وفن ممارسة الحياة
الذكاء العاطفى الوجداني : هو المهارة الأساسية لممارسة الحياة.
من خلاله تتعرف على عواطفك وتقيمها وتتعرف الى عواطف الآخرين وكيفية التعامل معها بطريقة صحيحة ،فالشخص الذي يتمتع بذكاء وجداني يكون قادر على معرفة متى تستحق المشاعر إستجابة ومتى لا تستحق الإعتراف بالعاطفة وكيف نقرأ مشاعر الآخرين الدفينة ونتعامل بمرونة في علاقاتنا مع الآخرين .
أجب عن الأسئلة التالية بنعم أو لا
-
هل تغضب سريعا؟
-
هل أنت متقلب المزاج ؟
-
هل تتصف بالحساسية ؟
-
هل تعجز عن الخروج من التفكير في مشكلة ما ؟
-
هل عدلت في مواقفك بعد تجربة معينة أم ان المواقف تتكرر؟
-
هل يظهر الذكاء بردات فعلك وعواطفك ؟


العواطف ومواجهة المآزق
يرى الإجتماعيون أن عواطفنا هي التي ترشدنا في مواجهة المآزق والمهام الجسيمة لدرجة لا ينفع معها العقل وحده مثل مواجهة الأخطارأو الخسائرأوالقيام بالعمل بمثابرة لتحقيق هدف ما على الرغم من الإحباط .
تعلمنا يوميا صراعات الحياة أن مشاعرنا غالبا تؤثر في كل كبيرة وصغيرة أكثر من تأثير تفكيرنا …
فعندما يتعلق الأمر بتشكيل مصائرنا وأفعالنا فلن يحقق الذكاء شيئا لو كبحت العواطف والتي كانت المرشد الحكيم في مسيرة التطور بشرط أن لا تهيمن الإنفعالات والعواطف على العقل أو العكس لذا لا بد من التوازن بينهما أي بين العقل والقلب .
ما العلاقة بين الذكاء العقلي والذكاء الوجداني ؟
قد ينجح الشخص اللامع من حيث الذكاء في حياته المهنية ويخفق في حياته الشخصية نتيجة عدم سيطرته على إنفعالاته ودوافعه وتسيير حياته .
مميزات الذكاء الوجداني:
-
القدرة على الإستمرار في مواجهة الإحباطات .
-
التحكم بالنزوات .
-
القدرة على تنظيم الحالة النفسية .
-
التحكم في الإنفعالات والتواصل مع الأخرين .
-
المهارة في التحليل الإجتماعي .
-
القدرة على التعاطف والشعوربالأمل .
مكونات الذكاء الوجداني:
- الوعي الذاتي (إدراك الذات ) لرصد المشاعربين المواقف وتحديد ردات الفعل .
- إدارة العواطف أي التحكم بالمشاعر للتخلص من القلق وسرعة الإستثارة لتجنب العراك وعدم الشعور بالكآبة .
- تحفيز النفس أي توجيه العواطف لخدمة الهدف المنشود والتفوق والإبداع ودفق الدوافع المكبوتة التي لا تقاوم التي تعتبر أساس لكل إنجاز .
- التعرف على عواطف الأخرين الذي يتأسس على الوعي بالإنفعالات والقدرة على إلتقاط الإشارات الإجتماعية ليكون أكثرإستعدادا لتولي المهمة متل مهن التعليم والإدارة .
- توجيه العلاقات الإنسانية أي عدم الإنصياع وراء مشاعر البغض والعداوة والتعامل مع الآخرين باللياقات الإنسانية .
- ِالذكاء الوجداني يمكن تعلمه واكتسابه: ولعل من أهم جوانب التطور إثارة في موضوع الذكاء الوجداني، ما يتعلق بتدريبه وزيادته في السلوك. فالذكاء الوجداني – بعكس الذكاء العقلي ونسبة الذكاء التقليدية – يتصف بعدد من المهارات التي يمكن تعلمها واكتسابها بيسر.
- وقد كشفت بحوث العلماء في هذا الصدد أن الذكاء الوجداني خاصية أو مجموعة من الخصائص يمكن تدريبها وتنميتها من خلال كثير من الأساليب التي تساعد علي تنميتها وتقويتها في الشخصية. سر اللعبة الآن عرفت ما هو الذكاء الوجداني وتعرفت على بعض خصائصه الثابتة، ويبقى لك أن تعرف بعض ما يجب عمله لاكتساب مهاراته. وقد استطاع العلماء لحسن الحظ أن يكتشفوا كثيرا من أسرار هذا النوع من الذكاء.
- كما استطاع البحث العلمي أن يمنحنا كثيراً من التوجيهات التي ترفع من معدل الذكاء الوجدانيمن بينها:
- تدريب الذات على الهدوء والاسترخاء في مواجهة الأزمات.
- كن واعياً بالمشاعر والانفعالات السلبية التي تتملكك أحياناً دون توقع. كن منتبها بشكل خاص لحالات القلق والاكتئاب والغضب، وأعمل على التخلص منها أو الإقلال منها بقدر ما تستطيع، لأنها تعيق تفاعلاتك الجيدة بالناس وتجعل بينك وبينهم سدا منيعا يعيق تفاعلك بهم.
- لا تجعل العناد أو المكابرة يحرمانك من التعلم من الآخرين حتى ولو كانوا أصغر منك أو مختلفين عنك أو أقل مركزاً أو سطوة فالرأي الجيد والحكمة لا تعرف التمييز فاطلبها حيثما وجدتها وأينما وجدتها ومع من تجدها.
- حافظ دائماً على مشاعر طيبة عند التعامل مع الآخرين بأن تتفهم مشاعرهم وما يوجههم من دوافع وحاجات شخصية واجتماعية. تفهم مخاوفهم، ومشاعرهم بالغيرة والغضب حتى تكون أقدر على توجيه تفاعلاتك معهم في الطريق الإيجابي دائما وبأقل قدر من التوتر.
- علينا أن ندرب أنفسنا جيداً على مواجهة الأزمات بهدوء، وأن نتصدى لحل الخلافات خاصة تلك التي تثور عندما نواجه مختلف التأثيرات السلبية والعقبات التي قد تطرحها أمامنا بيئة اجتماعية تعوق قدراتنا على النمو السليم والصحة النفسية.
- كذلك ينصح العلماء بأن تنمي قدرتك على مواجهة النقد الخارجي.
- أنظر للنقد بوصفه فرصة للناقد والمنتقد للعمل معاً نحو تحقيق هدف له معنى للوصول إلى حلول ناجحة للمشكلات التي أثارت النقد ، وليس بوصفه خصومة وتآمر.
- راقب تحيزاتك وتعصبك الشخصي ضد بعض الأشخاص المختلفين عنك اجتماعياً أو ذهنياً. تذكر أن التعصب نوع من الجمود العاطفي ولهذا تتصف الشخصية المتعصبة بالعدائية نحو المختلفين عنا في الرأي أو السلوك مهما كانت الحقائق مختلفة عما نحمل من رأي متحيز أو توجه سلبي نحو الآخرين.
- لكي تنمي شخصيتك في اتجاه الذكاء الوجداني امنح فرصة لنمو مهاراتك على التعاطف ومؤازرة الآخرين ومد يد العون لهم. تذكر أن العطاء لا يكون مادياً فحسب بل يمتد ليشمل قدرتك على العطاء من جهدك ووقتك وعلمك.
- تذكر أنه إذا كان من أهدافك أن تمد يد العون والمساعدة للآخرين فثق أنك ستجد الكثير من الطرق الملائمة لعمل ذلك، فالمجال أمامك واسع جدا لتكون خدوماً و ” خادم القوم سيدهم”.
عزيزي القارئ
كلما تعلمنا السيطرة على إنفعالاتنا وكيفية قراءة مشاعرنا كلما توصلنا للسلام النفسي لأن الذكاء الوجداني هو قدرة الإنسان وبراعته للسيطرة على إنفعالاته وهي من أهم الأسسس والرسائل التي يجب أن تتبع في حياتنا الشخصية أو المهنية .
تواصل معنا > صفحة حبيبة دوت كوم