اقرأ فى موقع المرأة العربية ..

د. هدى حسونة
معالجة نفسية – لبنان
ما هو الخجل ؟
تعريف الخجل :
اتفق علماء النفس على أن الخجل يتصف بنقص في الجرأة، وهو حالة انفعالية قد يصاحبها الخوف ،ويعتبر حالة عجز عن التكيف مع المحيط الاجتماعي ،وأن الخجل له عدة مكونات:
مكونات الخجل :
- المكون الإنفعالي : من خلال تنبيه الأحاسيس النفسية، التي تدفعه للانسحاب بعيدا عن المصدر كخفقان القلب، وبرودة الأعصاب.
- المكون السلوكي : نقص بالمهارات التفاعلية الإجتماعية.
- المكون الوجداني : المتمثل في الحساسية ،وضعف الثقة بالنفس، والمحافظة على الذات.
- المكون المعرفي : كالإنتباه المفرط للذات وصعوبات الإقناع والإتصال والتواصل مع الآخرين.
ونرى الخجل بعدة أشكال منها حالات عاطفية وإنفعالية تنطوي على الشعور بالنقص والعيب:
مظاهر الخجل :
- خجل التفاعل الإجتماعي : كتجنب الدخول في مناقشات وإقتصار الإجابة على القبول أو الرفض مما يؤدي الى إعلان عدم المعرفة للأمور فيتأخر وينطوي على ذاته وتزداد مشكلاته.
- خجل المظهر : عند إرتداء أي شئ جديد أو أي تغيير خارجي فيؤدي الخجل الى عدم الشعور بالسعادة لهذا التغيير مما يؤدي الى الرتابة والإهمال .
- خجل التفاعل مع الكبار : وخصوصا المدرسين سواء سلام عادي أو كلام بالدروس داخل المدرسة أو خارجها.
أشكال الخجل :
للخجل أشكال عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
- الخجل الإجتماعي الإنطوائي : يعزل نفسه ويعتبر إنه غير قادر على العمل ضمن الجماعة وهو من أخطر وأصعب أنواع الخجل، فيتوجه بعدوانيته على ذاته، حتى ينال القبول من البيئة، بإعتبار إن الإنطواء طاعة، والعدوان ضد الآخرين ،ثورة وتمرد.
- الخجل الإجتماعي العصابي : ناتج عن الشعور بالوحدة ،بالإضافة إلى الصراعات النفسية في علاقاته الإجتماعية، والتذبذب في رغبته في مصاحبة الآخرين وخوفه منهم.
- الخجل الخاص : خاص بذات الفرد، وعلاقاته الشخصية.
- الخجل الموقفي : الموقف الذي يتعرض له ويزول بزواله.
- الخجل الموجب : دليل على الهدوء والحساسية.
- الخجل السالب : كالعزلة الإجتماعية ،والخوف والقلق.
- الخجل المزاجي : مرتبط بتقلبات المزاج.
- الخجل الوهمي : مبني على أفكار،ومعتقدات غير صحيحة.
- الخجل المتصنع : لتحقيق هدف معين.
- الخجل الجنسي : المتعلق بالعملية الجنسية ،والتناسلية.
- الخجل العاطفي : المتعلق بالحب ،والعشق ،والشوق.
- الخجل اللفظي : وهو عدم القدرة على التعبير اللفظي.
أعراض الخجل :
أ- أعراض سلوكية وتشمل:
- قلة التحدث والكلام بحضور الغرباء.
- النظر دائما لأي شيء عدا من يتحدث معه أو عدم الإحتكاك البصري .
- تجنب لقاء الغرباء أو الأفراد غير المعروفين له.
- مشاعر ضيق عند الإضطرار للبدء بالحديث أولاً.
- عدم القدرة على الحديث والتكلم في المناسبات الإجتماعية والشعور بالإحراج الشديد إذا تم تكليفه بذلك.
- التردد الشديد في التطوع لأداء مهام فردية أو إجتماعية مع الآخرين.
ب- أعراض جسدية تشمل:
- زيادة النبض والشعور بالخفقان والغصة.
- مشاكل وآلام في المعدة.
- رطوبة وعرق زائد في اليدين والكفين.
- دقات قلب قوية.
- جفاف في الفم والحلق.
- شحوب الوجه وانخفاض الصوت .
- الارتجاف والارتعاش اللإرادي لأتفه الأسباب.
ج- أعراض انفعالية داخلية وتشمل:
- الشعور بالإحراج والخوف من نقد الآخرين.
- الشعور بالحسد والبغض والحقد على الآخرين .
- الشعور بعدم الأمان.
- محاولة البقاء بعيدا عن الأضواء.
- الشعور بالنقص والنظرة السلبية للذات.
- الحكم المسبق على الخجول بالذكاء المنخفض أقل مما هو عليه .
- عدم التواصل البصري أثناء الكلام مع التردد الشديد.
- الجمود والخمول المدرسي.
- اللامبالاة في بعض الأحيان وفقدان المهارات الإجتماعية.
د- الأعراض المعرفية :
- التشتت أثناء الحديث وقلة التركيز.
- إضطراب التفكيرأوغياب الذهن الموقفي.
- إضطراب التعبيرعن الرأي.
- ضعف قدرة الفهم والإستيعاب العقلي.
- البطء في المناقشة.
أسباب الخجل :
قَسّم علماء النفس أسباب الخجل إلى أسباب عديدة:
أ- الأسباب الأسرية:
-
- الإهمال والقسوة : أو الحماية الزائدة أو التهديد المستمر وصراعات الأهل والطلاق بين الوالدين، وأساليب التنشئة الخاطئة.
-
- الشعور بعدم الأمان: والذين يشعرون بقلة الأمان من الأطفال لا يستطيعون المغامرة، لأن الثقة تنقصهم، وكذلك الإعتماد على النفس ، وهم لا يعرفون ما يدور حولهم بسبب موقفهم الخائف، ولا يمارسون المهارات الإجتماعية ويزداد خجلهم بسبب قلة التدريب والحاجة إلى التغذية الراجعة .
-
- الحماية الزائدة : حيث أن الأطفال الذين تغمرهم الحماية الزائدة من الوالدين يصبحون غير نشيطين ولا يعتمدون على أنفسهم وذلك بسبب الفرص المحدودة لديهم للمغامرة كونهم قليلو الثقة بأنفسهم، لا يتعاملون مع بيئتهم أو مع الآخرين، ولذلك يتولد الشعور بالخجل والخوف من الأخرين وهذا النمط من تربية الأطفال غالبا ما يقود للخوف والتبعية وعدم الإستقلالية والدونية ويتوقع من الجميع أن يعاملوه كما يعامله أهله، فيشعربالنقص وعدم القدرة على الأخذ والعطاء.
-
- عدم الإهتمام والإهمال: يظهر بعض الآباء قلة الإهتمام بأطفالهم فيشعر هؤلاءالأطفال بالدونية والنقص، ويشجع على وجود الإعتمادية عندهم، إن عدم الإهتمام بالأطفال يولد شخصية خائفة خجولة ويشعرون حينئذ أنهم غيرجديرين بالإهتمام كما تضعف عندهم ثقتهم الداخلية الضرورية للتأقلم مع المجتمع.
-
- النقد : إنتقاد الآباء علانية أطفالهم يؤدي ذلك الى توليد الخوف في نفوسهم، لأنهم يتلقون إشارات سالبة من الراشدين، فيصبحون غير متأكدين وخجولين، وبعض الأباء يعتقدون أن النقد هو الأسلوب الأمثل لتربية الأبناء، لكن النتيجة النقد المتزايد هي طفل خجول .
-
- عدم الثبات : فأسلوب التناقض وعدم الثبات في معاملة الطفل وتربيته يساعد على الخجل، فقد يكون الوالدان حازمين جداً أحياناً، وقد يكونا متساهلين في أوقات أُخرى والنتيجة يصبح الأطفال غيرآمنين وفي هذه اللحظة يصيبهم الخجل في البيت والمدرسة.
-
- التهديد : عندما يهدد الآباء الأطفال، وينفذون تهديداتهم أحياناً، ولا ينفذونها آحياناً أخرى، يصبح لدى الأطفال رد فعل على التهديدات المستمرة بالخجل كوسيلة لتجنب إمكانية حدوث هذه التهديدات والتوبيخ خصوصا أمام الآخرين وكذلك الإساءة البدنية والشعور الدائم بالتبعية.
-
- النموذج الأبوي : الآباء الخجولون غالباً يكون لديهم أطفال خجولين، فيرغب الطفل أن يعيش أسلوب حياة الخجل كما يرى والديه، وإتصالاتهم بالمجتمع قليلةجداًوإنعدام الروح الديموقراطية داخل الأسرة.
-
- الخلافات بين الوالدين : تسبب الخلافات مخاوف غامضة لدى الطفل و يشعره بعدم الأمان فتتأثر نفسيته ويؤدي الى الإنطواء ويلوذ بالخجل.
-
- الوراثة : يرى بعض الباحثين أن فيزيولوجية الدماغ عند الأطفال المصابين بالخجل هي التي تهيؤهم لهذا التأثير الكبير على خجل الأطفال.
ب- الأسباب الإجتماعية:

الخجل الاجتماعى
-
- نقص المهارات الإجتماعية : كنشأة الطفل في أسرة منعزلة، وحرمانه من إكتساب الخبرات الإجتماعية وعدم تعويد الطفل على الإختلاط بالآخرين، إن جعل الطفل تابعاً للكبار، وفرض رقابة شديدة عليه يشعره بالعجز عند محاولة الإستقلال، وإتخاذ القرارات التي تخصه.
-
- الشعور بالنقص : والنظرة السلبية للذات ومراقبتها بدقة وصراحة شديدة: يعد الشعور الطفل بالنقص من أقوى مسببات الخجل، ويتولد هذا الشعور بسبب وجود عاهات جسمية كالعرج، أو ضخامة الجسم أو ضعف السمع أو البصرأو قصر القامة أو طوله الشديد. وقد تعود مشاعر النقص عند الطفل نتيجة قلة مصروفه مقارنة بزملائه، أو رداءة ثيابه مقارنة بالزملاء أو عدم تمكنه من دفع مايترتب عليه من اشتراكات تطلب منه من قبل المدرسة، أو اقتنائه أشياء لفترة طويلة ولايستطيع تغييرها نظراً لفقره.
-
- أن يلقب بالخجول : حتى يتقبلها الطفل كصفة ملازمة له ويحاول أن يبرهن أنه كذلك، بحيث يصير التحدث السلبي مع النفس شيئاً مألوفاً.
-
- السخرية : فالأطفال الذين يتعرضون للمضايقة والسخرية ينطوون على أنفسهم خجولون، وأصحاب الحساسية المفرطة تجاه النقد يرتبكون ويخجلون لو تعرضوا لسوء معاملة من إخوانهم الأكبر سناً، والشيء الأكبر خطورة هو نقد الطفل لمحاولتهم الإتصال بالعالم الخارجي.
ج- الأسباب الشخصية:
المزاج والإعاقة الجسدية: هناك أطفال يبدون خجولين منذ ولادتهم، وبذلك يكون الخجل وراثياً، كما أن بعض الأطفال يكونون مزعجين والآخرين هادئين، وهذا النمط قد يستمر سنين من حياتهم، والإعاقات الجسدية غالباً تسبب الخجل وصعوبات التعلم أو مشاكل اللغة التي تؤدي إلى إنسحاب الطفل إجتماعياً.
د- الأسباب المدرسية :
إن تأخر الطفل الدراسي عن باقي زملائه من الأمورالجوهرية التي تشعره بالخجل وأنه أقل من مستوى زملائه. ولكن لايعني ذلك أن كل تلميذ خجول متأخر دراسياً،فكثير من التلاميذ الأوائل في المدرسة يعانون من الخجل لأسباب أخرى.

كيف تتخلص من الخجل
كيف تتعامل مع الخجل ؟
-
عدم الوعظ الدائم حتى لا يشعر بالنقص والإحباط.
-
تدريب الخجول على عدم الإرتباك في المواقف الإجتماعية.
-
تدريب على تقدير الذات وتقبلها.
-
زيادة مستوى الثقة بالنفس من خلال رفع معدل المهارات السلوكية والإجتماعية.
-
زيادة السيطرة على لغة الجسد وتحسين الأداء الحركي والإنفعالي .
-
تحسين التفاعل الإجتماعي وبناء صداقات جديدة وإدخاله في أنشطة إجتماعية هادفة من خلال الأنشطة الكشفية والأدبية.
-
إستكشاف المشاكل والإحباطات النفسية والعمل على حلها تدريجيا.
-
المهم جداً عدم إنتقاد الخجول أمام الرفاق حتى لا ينقلب خجله الى وقاحة .
عمليات بحث متعلقة بـ كيف تتخلص من الخجل ، كيف تتخلص من الخجل من البنات ، كيف تتخلص من الخجل والارتباك ، كيف تتخلص من الخجل أمام حبيبي ، كيف تتخلص من الخجل أمام حبيبي ، كيفية التخلص من الخجل عند الشباب ، التخلص من الخجل أمام الناس ن طرق التخلص من الخجل وملامح الضعف ، كيفية التخلص من الخجل واحمرار الوجه